فوزاً مصحوبأ برقم قياسي للدورة والتربع على العرش العالمي هو ما يطمح إليه رينو لافيليني من خلال ظهوره الأول في السباق الماسي بالدوحة 2015 حين تنطلق جولته المرتقبة على ملاعب استاد قطر الرياضي في الخامس عشر من مايو المقبل.
وبعد مشاركته مرتين في منافسات بالولايات المتحدة هذا الاسبوع ببطولة دريك ريلايز بمدينة دى موي حيث حقق رقمي 5.80 و 5.56 (للصالات المغلقة) يتطلع لافيليني إلى الدوحة حيث يطمح إلى إنجاز أفضل حتى من ذلك الذي حققه في منافسته الافتتاحية عن العام 4201 بالسباق الماسي في شنغهاي وهو رقم 5.92، طبقاً لما صرح به:
"إنني أتطلع بحق للمنافسة بالدوحة. هدفي هو تحطيم رقم البطولة (5.82 لصاحبيه كونستاندينوس فيليبيذيس ومالتا مور منذ 2013) وإنجاز رقم عالمي جديد (5.90 لصاحبه شون باربر). سيلعب الطقس دوراً حاسماً بكل تأكيد، آمل أن يكون حليفنا. لقد سار مراني على نحو جيد، ولذلك تملأنى الثقة"
لقد استعد لافيليني الشتاء الماضي بسان دييجو بالولايات المتحدة في ظروف غاية في الجودة. وعلى خلاف الموسم الماضي حين ألمت به إصابة بالقدم وقضى على أثرها وقتاً في التأهيل فإن الفرصة قد سنحت له هذا الموسم كيما يتدرب على النحو اللائق ويكمل بعض المنافسات الصعبة جداً. وعلى حد قوله:
"لم تكن بداية موسمي في دى موي سيئة. كان علينا أن نواجه درجات حرارة منخفضة ورياح معاكسة، ولذلك أجريت المنافسة الثانية داخل صالات مغلقة. اضطررت إلى استخدام زانات طويلة مرنة من قياس 5.10 متر وهو ما أثر على آدائي. لقد أيقنت من قفزتي الأولى أنه لا مجال لتوقع الكثير"
لقد حدد لافيليني ثلاثة أهداف لموسم 2015. يأتي على قمتها الفوز باللقب الذي مازال يراوغه، ألا وهو ذهبية بطولة العالم، وكذلك الإبقاء على مركز الصدارة في الدوري الماسي، حيث حافظ على فوز منتظم منذ افتتاح سلسلة جولاتها في 2010. وأخيراً يسعى لافيليني لتحسين رقمه 6.02 وهو أفضل إنجازاته للصالات المفتوحة. وقد صرح فيليني قائلاً:
"بالإمكان الوصول إلى الأهداف الثلاثة جميعاً. ستكون المنافسة ببطولة العالم في بيكين قوية مع كل أولئك اللاعبين الجدد الذين يقفزون عالياً. لكني أعتقد أنني سأحقق نجاحاً. سيفصح هذا الموسم عما إذا كان بوسعي الدفاع عن اللقب الأوليمبي الذي فزت به في لندن 2012. قد يتطلب الأمر الوصول إلى رقم 5.90 أو حتى 6.00 للبقاء على القمة والفوز بالذهبية"
وعلى الرغم من التربع على عرش البطولة فإن شعور التحفز لازال يملأ لافيليني، بينما يعترف بأنه يستمتع بالقفز بالزانة بغض النظر عن شراسة المنافسين:
"لقد بدأت ممارسة القفز بالزانة بسبب والدي، لكنني أعشقها ولا زلت أستمتع بها. حينما "تتذوق" القفز بالزانة لا يسعك إلا أن تستمر. إنني متحفز دائماً ولا أحتاج إلى تحد شرس من جانب خصومي لدفعي نحو الاستمرار في بذل الأفضل. علاوة على ذلك فحين أحطم رقم العالم يتوقع الجميع مني أن أقفز إلى أعلى حد ممكن"
إن ما يمنح لافيليني الأفضلية على الآخرين هو بالأساس سرعته إضافةً إلى قدرته على تنفيذ قفزته من أعلى نقطة بدء ممكنة، فعلى حد قوله:
"لقد تعلمت من تجربة تحطيم رقم سيرجي بوبكا أن أصل إلى السرعة الأعلى في الخطوات الست الأخيرة وأن أنصب جسدي عالياً. إذا ما حققت هاتين الميزتين صار بإمكانك أن تدفع الزانة بقوة وأن تقفز عالياً في السماء. لست طويلاً بما يكفي لكن لدي القدرة على العدو سريعاً وبدء عملية الإقلاع من نقطة عالية للغاية"
حينما قفز لافيليني بإرتفاع 6.16 لم يصدق الكثيرون أعينهم، لكن حين اقترب الفرنسي الشتاء الماضي من نقطة 6.17 عبر محاولات عديدة أكد على أن باستطاعته القفز لأعلى:
"حين رأيت إنجازي برقم 6.16 لاحظت أن جسدي كان يحلق بمقدار 3-4 سم فوق العارضة وايقنت أن رقماً قياسياً جديداً قد صار متاحاً. ليس من السهل تحقيق هذا الرقم في الصالات المفتوحة بالرغم من الرياح. كما أنه ليس من السهل كذلك تحطيم أرقام بوبكا القياسية عالمياً (35) ورصيده من الفوز ست مرات ببطولة العالم. من أجل تحقيق الإنجاز الأول فإنني أحتاج إلى القفز بمقدار حوالي 30 سم أعلى من نقطة 6.16 ولتحقيق الثاني أحتاج إلى البقاء في القمة حتى عام 2025، وكلا الأمرين يمثل مهمة غاية في الصعوبة"
يستمتع لافيليني بموسم الدوري الماسي. وهو ليس من هواة تغيير القواعد في هذا الفعالية ولا يرى منافسات من مثيل القفز بالزانة في الشوارع بمثابة مستقبل ألعاب القوى:
"يعد السباق الماسي طويلاً جداً، لكن سلسلة منافسات اليوم الواحد قد تطورت على نحو جيد من النسخة السابقة (الدوري الذهبي). سأشارك هذا العام في كل فعاليات الدوري الماسي. سأواصل المنافسة حتى نهاية يوليو، ثم أشرع في الجزء الأخير – لمدة شهر تقريباً - من الاستعداد لبطولة العالم في أرض الوطن بفرنسا. سأسافر إلى بكين قبل أسبوع من انطلاق بطولة العالم لأتابع بعض برامج التدريب هناك ولكي أأقلم نفسي على فرق التوقيت والظروف المناخية. لا أؤيد المناداة بتغيير قواعد مسابقة القفز بالزانة؟ إن لعبتنا تتسم بصعوبات فنية بالغة ومن شأن بعض المحاولات القليلة أن تضيف إلى هذه الصعوبات ما هو أكثر. أما بالنسبة للقفز بالزانة في الشوارع فأنا أستمتع به وهو وسيلة جيدة لجذب مشجعين جدد لألعاب القوى، لكنك لا تستطيع مقارنة شعور التنافس أمام 80.000 مشجع بينما تجرى كل الفعاليات الأخرى في ذات اللحظة بفعالية واحدة خارج الملاعب حيث لا يتسع الأمر لأكثر من 3.000 مشجع"
وقد قفز فالينتان (23 عاماً) الأخ الأصغر للافيليني لارتفاع 5.80 بالصالات المغلقة في فبراير الماضي. وبعد تقدم فالينتان أكثر وأكثر غالباً ما سيتنافس الأخوان ضد بعضهما البعض. وعلى الرغم من ذلك فإنهما لا يريا نفسيهما كخصمين. بل على العكس من ذلك فهما يتبادلان النصائح خلال المنافسات، لكن رينو لا يأخذ بنصيحة أخيه حين يأت الأمر للارتفاع اللازم لبدء القفز:
"يعتمد الأمر على لياقتي وفترة الإحماء والطقس. إذا ما صبوت إلى قفزة بين 5.80-5.90 فإنني أبدأ من نقطة 5.70-5.75. لن أبدأ بأي حال من الأحوال من نقطة أعلى من ذلك أو أقل من 5.50"
يعشق لافيليني في أوقات فراغه ممارسة رياضة ركوب الدراجات البخارية على مضمار ذي بيئة آمنة وهو راكب بارع حسب رواية شهود العيان:
"أعشق رياضة ركوب الدراجات البخارية. إنها آمنة وتساعد على الاسترخاء وتمنحني الانتعاش بعيداً عن ألعاب القوى"