الدوحة 05 أبريل 2012: يحلم معظم الرياضيين بالوقوف أعلى المنصة وتقليدهم الميدالية الذهبية الاولمبية. لكن هذا الحلم بعيد المنال بالنسبة للغالبية العظمى حيث ان فقط 0.01% من الرياضيين تتحقق أحلامهم في نهاية المطاف. فجميع الرياضيين يعلمون بأن أعلى المنصة متسع لشخص واحد فقط، ولا شيء يساعدهم على تحقيق حلمهم سوى الموهبة، والعمل الجاد والتصميم على الفوز.
ولدى العداءة نور حسين المالكي، 17 عاما من الدوحة، معرفة مسبقة بأن المداليات بعيدة عن منالها في العاب لندن الاولمبية.
ولكن بغض النظر عن النتيجة، ستعتبر نور المالكي "الرائدة" التي كسرت الحواجز عندما خطت خطوة كبير نحو مسار ستاد لندن الاولمبي.
ومن الجدير بالذكر أن هذه العداءة ستكسب شهرتها كونها أول فتاة قطرية اولمبية يتم تسميتها من قبل الفريق الاولمبي القطري بجوار السبّاحة ندى اركجي.
اعطني استراحة ايها المدرب!
بداية رحلة الشابة الرياضية نور المالكي منذ 4 سنوات.
بعد أن تم إختيارها من قبل المدرسة "على حد تعبيرها"، بدأت نور المالكي التدريب على الفور عام 2008 ضمن مجموعة من ست لاعبات تحت اشراف المدربة التونسية نعيمة بن عمارة، وهي عداءة دولية سابقة للمسافات المتوسطة، لديها ثمان سنوات من الخبرة منذ عام 2004 بادية مشوارها من بلدها الأصلي تونس، حيث حصلت على العديد من الدورات التدريبية خلال هذه السنوات في تونس والقاهرة ولايبزيغ.
واوضحت العداء القطرية السريعة: "بعد سنة من التدريب اضطررت إلى التوقف أربعة أشهر لأسباب شخصية. وفي وقت لاحق أخذت استراحة اخرى ثم عاودت التدريب".
وعن موهبة نور المالكي أكدت المدربة بن عمارة : "تتمتع نور بموهبة كبيرة. فمنذ التقيت بها أعطتني انطباع بأنها ستصبح في يوم من الايام لاعبة رياضية محترفة. فقد بدأت مشوارها بتحقيق زمن قدره 15.13 ثانية لمسافة 100 متر ثم خفضت مهاراتها الشخصية بعد أن توقفت عن التدريب مرتين لتحقق زمناً قدره 12.73 ثانية لنفس المسافة. و نادرا ما كانت تحضر إلى التدريب، ولا تعلم اهمية اتباع نظام التدريب المستمر".
لكن، كل ذلك حدث في السابق، فقد تغير الحال ولا ينقص نور الآن إلا الثبات :
واضافت المدربة نعيمة "جرت الامور في العام الماضي بشكل جيد. وأنا لا ألومها على ما فات، فلم يكن لديها أي خلفية رياضية على الإطلاق، ولا سيما انها أجبرت على ترك التدريب مرتين لأسباب شخصية ".
وأكدت نعيمة بان العلاقة بينهما ليست مجرد علاقة مدرب ورياضي، بل هي اعمق من ذلك ، قائلةً:
"تربطني مع نور وعائلتها علاقة ودية. فأنا ازورهم في كثير من الأحيان، واصبحت بيني وبينهم علاقة قوية للغاية."
إن التوافق بين التدريب الرياضي والدراسة ليس بالأمر الهيّن. اذ يتعين على المرء عاجلا أم آجلا أن يقرر أي الطريقين أسلم لتحقيق النجاح والتميز. ويبدو أن نور قد استطاعت أن تحقق التوازن في الوقت الحاضر، قائلة:
"أحاول أن احقق التوازن والاداء الجيد على الصعيدين الرياضي والدراسي. فأنا اتدرب لمدة ساعة ونصف في اليوم. ولا املك المزيد من الوقت لأن والديَ يهتمون بدراستي على الرغم من اهتمامهم بحياتي الرياضية".
نور تتفاجئ بدعوة لندن
حقق نور حسين المالكي عدة بطولات وطنية وإقليمية وحازت على العديد من الألقاب، وساعدها فوزها في الحصول على جائزة "أفضل رياضية" لموسم 2010-2011.
وحرصت نور على الفوز بالبطولات المحلية، ولكن هناك تفاوت ضخم بين التنافس في دول مجلس التعاون الخليجي والألعاب الأولمبية. وعن ردت فعلها عندما علمت بالاختيار الأولمبي، قالت:
"فوجئت وشعرت بالاثارة، ولم أتوقع هذا الشرف. أشعر بسعادة كبيرة جدا لأني سأمثل بلدي في لندن. أعلم بأن هذا سيشكل عبئا ثقيلا لكني سأبذل افضل ما بوسعي من أجل تحسين مهارتي الشخصية. وسأتدرب بجد لأحقق هدفي".
الدعوة لم تكن متوقعة للمدربة نعيمة ايضاً
"كانت مفاجأة جميلة جدا بالنسبة لي. فأنا اتمنى لها الافضل، وشعرت بالسرور لدى استلامها هذه الدعوة المشرفة"
على الرغم من أن نور لا تزال صغيرا جدا، الا أنها تحب أن تتحرك خطوة بخطوة وتضع أهداف واقعية:
وقالت نور "اعلم بانني لست قادرة على التألق في الاداء في لندن. وأنا أريد أن أصبح بطلة العرب أولاً في العدو مسابقة 100 متر وبعد ذلك اسعى للفوز في المنافسات الآسيوية والدولية المتعددة".
ولا تحلم مدربتها نعيمة بن عمارة بأحلام اليقظة فيما يتعلق بآمال نور في لندن:
"علينا ان نضع هدفا واقعيا. فنحن ما زلنا بعيدين عن المستوى العالي. فنور لا تحلم بالميدالية أو ما يعادلها في هذا الحدث. ونحن نسعى نحو تحسين ادائها الشخصي، ونعكس للعالم صورة جيدة عن قطر."
وفيما يتعلق بالدوري الماسي الذي يعقد في الدوحة برعاية سامسونج وفرصة التنافس مع أفضل العدائين في العالم، تقول نور:
"قطعنا نصف المسافة نحو الدوري المحلي، حيث تشتمل استعدادنا على الدوري الماسي برعاية سامسونج، لكننا نركز بشكل رئيسي على كأس الأمير."
النهضة النسوية لألعاب القوى
لا تزال ألعاب القوى النسائية في قطر في مرحلتها الابتدائية، ولكن نور التي تجد في العداء فيمي اوجاندي الحائز على الميدالية الذهبية لسباق 400 متر مثلها الأعلى، وكذلك بالبطل العالمي معتز برشم، تعتقد أنه ...
"من المؤكد بأن العاب القوى النسائية ستنمو وتزدهر اكثر"
كما ذكر المدرب يواكيم كروغ في الاتحاد القطري لالعاب القوى للهواة بان هناك ما يقارب 70 فتاة من جميع الفئات يتدربن على ألعاب القوى.
واضافت نعيمة، مدربة العاب القوى النسائي القطري منذ عام 2008، بأنها على الرغم من أنها اكتسبت خبرة لمدة عامين في عُمان، الا انها واجهت القليل من الصعوبات في البداية للتأقلم في قطر، ولكن ...
"ليس بعد اليوم. فالتسهيلات والدعم اللذان قدمهما الاتحاد كانا رائعين. وعلينا أن نأخذ بنظر الاعتبار أن النساء في قطر انضممن مؤخرا الى الرياضية. ونحن لا نخطي خطوات عملاقة إلى الأمام لكننا نحرز التقدم. وستحفز مشاركة نور في دورة الالعاب الاولمبية، الشابات الرياضيات من سنها ومستواها. وستشجع الفتيات الأخريات على اتخاذ الرياضة على محمل الجد."
السيرة الذاتية
نور حسين المالكي، قطر (100 متر – 200 متر)
تاريخ الولادة: 21 اكتوبر 1994، الدوحة
الطول: 155 سم
الوزن: 44 كغم
المدربة: نعيمة بن عمارة
افضل أداء
100 متر 12.73 (2011)
200 متر 26.60 (2011)
أضواء على المسيرة الرياضية
100 متر
2012 الثالث بطلات الخليج
2012 الثاني بطولات النادي العربي
2011 الخامس الالعاب العربية
2011 الاول بطلات الخليج
2011 الثاني بطولة غرب اسيا للشباب
2010 السابع مؤهل لدورة الالعاب الاولمبية للشباب
200 متر
2012 الثالث اول بطلات الخليج
2011 الثامن الالعاب العربية
2011 الاول بطلات الخليج
2011 الاول بطولة غرب اسيا للشباب
4 X 100 متر
2011 الثالث الالعاب العربية
2011 الثاني بطلات الخليج