الدوحة/9 ديسمبر-2011/ تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح دورة الالعاب العربية 2011 الذي أقيم في استاد خليفة الدولي مساء اليوم .
حضر الحفل سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد وسمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير وسمو الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني المستشار الخاص لسمو الأمير .
كما حضر الحفل سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء .
وحضر الحفل عدد من أصحاب الفخامة رؤساء الدول العربية وسعادة الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية وسعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأصحاب السمو والمعالي والسعادة ضيوف البلاد ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الدولة .
وبدأ الحفل بدخول حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر حيث قوبل سموه بعاصفة مدوية من التصفيق من جمهور الحاضرين الذين قدر عددهم بنحو أربعين ألف شخص من مختلف جاليات الدول العربية الشقيقة التي تشارك وفودها في الدورة العربية .
وقبل أن يدخل سمو أمير دولة قطر أرض استاد خليفة الدولي تم عرض فيلم فيديو قصير يقدم ملامح عن النهضة التي تشهدها دولة قطر في مختلف المجالات .
وكان قد جرى قبل المراسم الرسمية لحفل الافتتاح عرض لبعض الفعاليات الفنية والفلكلورية بدأت بحزمة من العرض السمعي البصري ثم قدمت مدرسة جاسم بن حمد ( العرضة الشعبية ) ومدرسة زكريت رقصة شعبية ثم تغني المطرب المصري إيهاب توفيق مجموعة من أغانيه ثم جزءا من اوبريت الحلم العربي الشهير .
وشهد حفل الافتتاح نحو 40 ألف متفرج، وتمت تغطية ميدان الملعب بأرضية عرض ضوئي تبلغ مساحتها 12600 متر مربع، حيث قام 86 جهاز عرض ضوئي بإنشاء المحتوى المرئي الذي شكل الخلفية الرئيسية لكامل العمل، وكانت بمثابة خشبة المسرح بالنسبة لطاقم الأداء.
وتكون طاقم الأداء من 3240 متطوعا من بينهم 700 مؤدي ومتطوع بالإضافة إلى أوركسترا مكون من 40 عازفا فضلا عن موكب من 2500 رياضي مشارك في دورة الألعاب العربية الدوحة 2011.
وجاء هذا الحفل في الوقت الذي يقوم فيه العرب بإعادة كتابة تاريخهم الأمر الذي يظهر أهمية هذه الأوقات ونضال الشعوب العربية فيها من أجل كرامتها.
وهدفت مراسم حفل الافتتاح إلى استلهام العبر من وحي الماضي والحاضر، وتشجيع على بناء المستقبل من وحي ثقافة العرب وتاريخهم وهويتهم المتميزة بالعزة والكرامة، حيث ترسل شعوب العرب رسائل السلام والحرية والتفاؤل إلى العالم برمته.
وتم استلهام هذه المراسم وإظهارها اعتمادا على روح قصص وأخبار التراث الإسلامي وما قبله . وتم تجسيد معاني القرآن في القصة التي قدمت والتي تخبرنا بأن الله خلق الناس سواسية وحباهم قيمة إنسانية متساوية.
وبعد دخول حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر راعي الحفل بدأ العد التنازلي تمهيدا لبدء الحفل وردد جمهور الحاضرين الإعداد من رقم 10 حتى الرقم واحد إيذانا ببدء المهرجان الكبير الذي بدأ بالمؤثرات الضوئية السمعية والبصرية التي تستخدم للمرة الأولى في الدورات الرياضية .
وبعد ذلك شكلت المؤثرات الضوئية عبارة “بسم الله” على أرضية الاستاد، قبل أن تتحرك العبارة نفسها إلى مدرجات الجمهور، حيث تجزأت إلى مئات العبارات الصغيرة المماثلة، متحولة فيما بعد إلى عبارة “السلام عليكم” تغطى أرضية الاستاد ومدرجات الجماهير الغفيرة التي احتشدت تشهد افتتاح الدورة العربية .
وقام بتصميم عبارة “بسم الله” على أرضية الاستاد الخطاط العراقي الكبير صباح اربيلي، الذي أتقن كلا من فنون الخطوط التقليدية والمعاصرة، وحاز على العديد من الجوائز العالمية .
وبعد ذلك دخلت فرقة من أعضاء قوى الأمن الداخلي (لخويا) حاملة علم قطر قبل أن ترفعه على سارية استاد خليفة الدولي بينما كان المطرب القطري فهد الكبيسي يؤدى النشيد الوطني لدولة قطر بمشاركة فرقة (سوار) وهى جوقة قناة الجزيرة للأطفال .
وتليت بعد ذلك آيات مباركة من القرآن الكريم .
في أعقاب ذلك بدأ دخول موكب الرياضيين الذين يمثلون الدول المشاركة في الدورة وعددها إحدى وعشرون دولة .. واثناء دخول كل وفد كان يعرض فيلم تعريفي بالدولة وابرز رياضييها .. وكان يتقدم كل وفد فارس على صهوة جواد او حامل صقر بالتناوب يتبعه حامل لوحة كتب عليها اسم الدولة المارة بطابور العرض وعلمها ليأتي خلفه الوفد المشارك في الدورة وسط تصفيق الحضور وتشجيعهم لكل الوفود .
وبعد أن اصطفت الوفود على ارض استاد خليفة الدولي شدت المطربة أصالة نصري بأغنية “حلم البطولة” احتفاء برياضيي دورة الألعاب العربية الثانية عشرة الدوحة 2011 ، وركزت كلماتها على بث الحماس لدى المشاركين ليحققوا لبلادهم ووطنهم الكبير البطولات المستحقة مع التحلي في الوقت نفسه بأخلاق رياضية وقيم رفيعة .
وألقى سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العربية الدوحة 2011 كلمة رحب فيها بجميع الحضور ” في دوحة الخير والمحبة والوفاء , دوحة الخير التي تحتضن الأشقاء بكل مشاعر الإخوة والمودة معلنةً عن نسخة جديدة من دورة الألعاب العربية” .
وقال سعادته إن الجميع حريص على أن تصل هذه الدورة إلى مستوى الطموح ليس في الشكل وإنما أيضا في المضمون “الذي نتطلع أن نرتقي إلى حجم ما نتمناه على صعيد المنافسات التي تعكس واقعا جديدا ..راجيا من الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الدورة حافلة بالعديد من الإنجازات ونأمل من خلال هذه النسخة ترسيخ القيم المعبرة عن الحب والتآخي والسلام على مستوى الوطن العربي وان تكون الرياضة وسيلة للتقارب بين أبناء الوطن الواحد مهما كانت نتائج المنافسات في الميادين الرياضية فإننا فائزون بهذا التجمع العربي” .
وأشار سعادة رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب العربية الدوحة 2011 إلى أن ما يزيد سعادة اللجنة المنظمة للدورة هو تزامن الدورة مع إحتفالات دولة قطر باليوم الوطني الذي يصاف الثامن عشر من شهر ديسمبر مؤكد أن هذا سيكون مدعاة لمزيد من الحرص على أن تكون جميع الملاعب والميادين ساحة للإحتفال مع كل الأشقاء العرب إبتهاجا بهذا الحث العزيز على قلوب الجميع في دولة قطر .
وتقدم سعادته في ختام كلمته بجزيل الشكر إلى جميع العاملين والمتطوعين على ما بذلوه من جهود لتنظيم هذا الحدث العربي الكبير , كما تقدم بالشكر لكل من ساهم في الإعداد للدورة , كما شكر إتحاد اللجان الاولمبية الوطنية العربية , وكذلك الجماهير التي تفاعلت مع حفل الإفتتاح متمنيا للجميع طيب الإقامة في بلدهم الثاني قطر.
وألقي سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود رئيس اتحاد اللجان الاولمبية العربية كلمة حيا فيها الشباب العربي وقال “إن شبابنا في هذه الأمة الخالدة هم اليوم وهم الأمس وأنهم الكنز الحقيقي الذي يفوق كل كنوز الأرض. .وهم الآمال التي شرفنا الله برعايتها والعناية بها “
ونوه بالتوجيه المخلص من القيادات العربية لتهيئة كل الموارد وتسخيرها من اجل أمل المستقبل مشيرا إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببذل قصارى الجهود لرعاية الشباب في امتنا العربية والإسلامية.
ووعد بصفته رئيس اتحاد اللجان الاولمبية الوطنية العربية المشرفة على الرياضة في العالم العربي بتواصل العمل الدؤوب وبذل كل الجهود وتذليل كل العقبات لنشر الممارسة الحقيقة الأصيلة للرياضة حتى يتمكن شبابنا العربي من الارتقاء بإمكاناته ويبقى قادرا على الإسهام والبناء بجهود التنمية في مجتمعاته من اجل مزيد من الرخاء والتقدم والنماء .
وتمنى أن يعود الشباب العربي من دوحة الخير في دورة الألعاب العربية الثانية عشرة ناشرا روح المحبة والإخوة حاملا أجمل الذكريات التي سيخرج منها من هذا العرس الرياضي.
وحيا سموه الجهود التي بذلتها اللجنة المنظمة العليا لهذه الدورة وكذلك كل العاملين فيها..وعبر عن شكره لدولة قطر لما قدمه “هذا البلد الطيب من حفاوة ومن ضيافة وترحيب” ..متوجها بشكل خاص بجزيل الشكر لسمو أمير وولي عهد دولة قطر حاملا لسموهما تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده راجيا من الله النجاح والتفوق لهذه الدورة العربية على ارض قطر الغالية .
وبعد ذلك تم رفع علم اتحاد اللجان الاوليمبية العربية ثم قامت اللاعبة القطرية ” هنا خليفة البدر ” بأداء قسم اللاعبين وتعهدت فيه المشاركة الجادة لتحقيق ما تتطلع إليه الدول العربية المشاركة مع التحلي في الوقت نفسه بالروح الرياضية الرفيعة . عقب ذلك أدى الحكم القطري سعود القحطاني قسم الحكام .
وفي هذه اللحظة حانت ساعة الافتتاح الرسمي حيث أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر راعى الحفل افتتاح الدورة وقال سموه ” بسم الله الرحمن الرحيم .. باسم أهل قطر أرحب بالعرب في دوحة العرب وأعلن افتتاح دورة الألعاب العربية الثانية عشرة ” .
وجاء حفل الافتتاح معبرا استعملت فيه تكنولوجيا حديثة، وتضمن فقرات تحكي تاريخ الإنسان العربي والتحديات والصعوبات التي واجهها في حقبات سابقة.
واستعرض الحفل قصة قبيلتين تمثلان العرب بينهما خلافات وصراعات واجهتا خطرا خارجيا من “كائن خرافي”، ثم اظهر كيف توحد العرب وتصدوا لهذا الخطر، إلى أن انتشر السلام والمحبة.
وتمت إضاءة الشعلة بطريقة مبتكرة جدا، حيث حملت طفلة قطرية الشعلة وأضاءت أسفل برج لولبي فتصاعد الضوء حول البرج إلى أن استقر في مبخرة في قمته بمشهد رائع.
وقامت بإعداد حفل الافتتاح شركة ديفيد أتكينز، وهي إحدى أشهر الشركات العالمية في مجال تصميم وتنظيم الفعاليات الكبرى والتي سبق ان نظمت حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في الدوحة أيضا عام 2006 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية السادسة والعشرين في سيدني الاسترالية عام 2000، ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت العام الماضي في فانكوفر.