موناكو في 11 نوفمبر /قنا/
تتجه أنظار عشاق رياضة ألعاب القوى اليوم الجمعة نحو إمارة موناكو، حيث سيتم الإعلان عن إسم الدولة التي ستحظى بشرف تنظيم بطولة العالم للألعاب القوى في الهواء الطلق عام 2017 خلال إجتماع المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للألعاب القوى.
وتتنافس لتنظيم هذا الحدث العالمي، الذي يقام مرة كل سنتين، عاصمتان هما: الدوحة التي سبق لها أن نظمت العديد من الأحداث الخاصة بالإتحاد الدولي للألعاب القوى، ولندن التي ستنظم دورة الألعاب الأولمبية في صيف العام المقبل.
ومن المقرر أن تستضيف موسكو البطولة ذاتها عام 2013، ثم ستذهب البطولة إلى بكين في عام 2015 ، وكانت دايجو الكورية الجنوبية قد استضافت البطولة عام 2011 ، بينما كانت البطولة السابقة في برلين عام 2009.
وتعد بطولة العالم لألعاب القوى في الهواء الطلق واحدة من أكبر البطولات الرياضية العالمية وتلي في أهميتها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية وكأس العالم لكرة القدم، وقد كشفت اللجنة الأولمبية القطرية والاتحاد القطري لألعاب القوى النقاب عن الملف القطري لاستضافة هذه البطولة الكبيرة في شهر سبتمبر الماضي بجانب ترويج مميز للملف القطري لاستضافة البطولات في أم الألعاب الرياضية أثناء لقاء الختام لجولات الدوري الماسي بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
وقد وصل إلى إمارة موناكو وفد ملف الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى في العام 2017 لحضور اجتماعات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى التي سيتم خلالها إعلان المدينة التي ستستضيف منافسات البطولة.
وكان العميد الركن دحلان جمعان الحمد نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى رئيس الاتحاد الاسيوي بالوكالة، ونائب رئيس اللجنة العليا لملف قطر 2017 ، قد قام بتسليم أربع نسخ من الطلب الرسمي لدولة قطر لتنظيم بطولة العالم لألعاب القوى في نسختها السادسة عشرة لعام 2017، وتمت مراسم تسليم النسخ على هامش فعاليات مونديال دايجو بكوريا الجنوبية 2011 ، حيث تسلمها الفرنسي بيير فاييس الأمين العام للاتحاد الدولي لألعاب القوى نيابة عن رئيس الاتحاد الأمين دياك السنغالي الجنسية.
جدير بالذكر أن سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الأمين العالم للجنة الأولمبية يترأس اللجنة العليا المنظمة لملف قطر 2017 والتى تضم العميد دحلان الحمد نائباً للرئيس، وعبدالله الزيني رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى مديرا تنفيذيا ، وسعدون الكواري مدير الدعم والخدمات وعادل الباكر المدير الرياضي، وعيسي الحرمي مدير المنشأة، وماهر صيفي مدير التسويق، والدكتور جبار الكعبي المدير الفني، وأفرديت مديرة التخطيط.
قدرة الدوحة على تنظيم البطولة بمستوى عال وكان رئيس رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى السنغالي الامين دياك قد أعلن احتمال إقامة نسخة 2017 من بطولة العالم خارج المواعيد المعتادة فى شهري يوليو وأغسطس، مما يزيد من حظوظ الدوحة في استضافة العرس العالمي. وقال دياك، في مؤتمر صحفي عقد على هامش اختتام النسخة الثالثة عشرة من بطولة العالم التي أقيمت في مدينة دايجو الكورية الجنوبية العام الجاري "بإمكاننا تغيير المواعيد ، لم نقل أبدا أن المسابقات يجب أن تقام في أغسطس".
وفي المقابل، أكد سعادة سعود بن عبدالرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية رئيس لجنة ملف الدوحة لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام 2017 سابقاً قدرة الدوحة على تنظيم البطولة بمستوى عال في حالة فوزها بشرف التنظيم. وكان وفد من الاتحاد الدولي لألعاب القوى قد قام الشهر الماضي بزيارة تفقدية إلى المنشآت القطرية التي ستقام عليها منافسات البطولة، وترأس الوفد الأميركي روب هيرش النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي أبدى في المؤتمر الصحفي في ختام الجولة إعجابه بالتطور الملحوظ الذي تشهده الدوحة على جميع الأصعدة. وقال هيرش "إن التوقيت المقترح لإقامة البطولة في الدوحة هو خلال الفترة من 9 إلى 17 سبتمبر من عام 2017، مؤكداً أنه يعرف أن الطقس حار في قطر في الفترة المقترحة لإقامة المونديال، لكن المسئولين في الملف وعدوا بتوفير تكنولوجيا يمكن أن تسهم في حل مشكلة الحرارة في تلك الفترة. وأضاف أن وفد اللجنة قام بزيارة استاد جاسم بن حمد الرياضي، حيث شاهد الأعضاء نموذج التبريد المتوفر بأرضية ومدرجات الاستاد، مؤكداً أن ما أثار إعجابه أيضا بالملف القطري، إضافة إلى الملاعب والمنشآت، هو التزام اللجنة المنظمة ورغبتها في إحضار هذه البطولة لأول مرة إلى منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أن الاتحاد الدولي للعبة سبق له أن نظم العديد من البطولات في منطقة شرق آسيا.
وقام الوفد في اليوم الأول من جولته التفقدية بزيارة استاد خليفة الدولي وملاعب التدريب ومستشفى اسبيتار ومركز قطر للمعارض، والمركز الإعلامي للبطولة الذي سيكون في قاعة رياضة المرأة الملاصق لاستاد خليفة والذي تم تجهيزه بأحدث التقنيات والتسهيلات المطلوبة، كما تفقد أرض الملعب الذي سيحتضن المنافسات.
عملية تطوير وتوسعة وأوضح المعنيون في الملف القطري أن عملية تطوير وتوسعة سيشهدها استاد خليفة من حيث المدرجات أو مرافق أخرى كبناء متحف وقاعات مختلفة، وتطرق الشرح أيضا إلى عملية تكييف الملعب، فضلاً عن إقامة شاشة عملاقة في أعلى المدرجات يبلغ طولها مائة متر، وأن تكلفة تحديث الملعب "ستبلغ ما بين 300 و400 مليون دولار وأنه سيكون جاهزا عام 2016.
وكسب ملف الدوحة 2017 التأييد والدعم من أبرز أبطال ألعاب القوى في العالم مثل الروسية يلينا ايسينباييفا بطلة القفز بالزانة، وبطلة سباقات السرعة الجامايكية فيرونيكا كامبل، والعداء السوداني العالمي أبو بكر كاكي خميس بطل سباقات 800 متر، وبطل العالم في مسابقة رمي الرمح النرويجي أندرياس ثوركيلدسن. كما أعلن الاتحاد الآسيوي مؤخراً دعمه لملف الدوحة لاستضافة بطولة العالم للعبة عام 2017، وقال في بيان له "إن الإتحاد الآسيوي لألعاب القوى يعرب بالإنابة عن 44 عضوا ينتسبون إليه عن دعمه الكبير لملف الدوحة لإستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2017 " وأضاف "أن ملف الدوحة ينسجم مع خطط التطوير طويلة المدى التي يتبناها الإتحاد القاري، في مسعاه الحثيث من أجل إيجاد حلول جديدة تساعد رياضة ألعاب القوى على الإرتقاء على المستوى الإقليمي والدولي".
وأوضح رئيس الإتحاد الآسيوي لألعاب القوى بالإنابة، القطري دحلان الحمد (نائب رئيس الاتحاد الدولي أيضا) في تصريح له "أن العديد من الاتحادات الآسيوية لألعاب القوى وأعضاء الإتحاد القاري سينتفعون بصورة مباشرة أو غير مباشرة من استضافة الدوحة مونديال ألعاب القوى 2017 ،حيث أن الملف الطموح في طريقه إلى إيجاد الحلول اللازمة للعوائق التي تحول دون تطوير هذه الرياضة".
من جهته، قال ماوريس نيكولاس الأمين العام للأتحاد الآسيوي لألعاب القوى في تصريح آخر "نحن نقدم الدعم الكامل إلى ملف الدوحة 2017 ، لأن تنظيم مونديال ألعاب القوى في المنطقة يصنع الفرق لكل أعضائنا سواء الدول الكبيرة أو الصغيرة، وفي نفس خطى الدوحة يلتزم الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى ببناء مستقبل قوي وزاهر لألعاب القوى بالقارة الصفراء".
دعم غير محدود من قبل الحكومة القطرية ويلقى ملف طلب استضافة الدوحة لبطولة العالم لألعاب القوى لعام 2017 دعماً غير محدود من قبل الحكومة القطرية، وقال سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر رئيس اللجنة الاولمبية بهذا الصدد "إن طلب استضافة الدوحة لبطولة العالم لألعاب القوى 2017 يلقى دعما غير محدود من الحكومة والشعب في قطر"، مؤكداً سموه "أن الرياضة تحتل مكانة أساسية في الرؤية الوطنية لدولة قطر، ونحن نريد لرياضة ألعاب القوى أن تحظى بفرص جديدة للانتشار في بلدنا وفي منطقة الشرق الأوسط عامة ". وأضاف سموه في تصريح سابق لوكالة الانباء القطرية "لقد وضع فريقنا ملفاً متميزاً يزخر بالعديد من المواصفات والأفكار الفريدة، وأن ملف الدوحة يضمن المصداقية والابتكار ويوفر منصة لرياضة ألعاب القوى لكي تكتسب من خلالها الكثير من الممارسين والمعجبين الجدد ولكي تجعل من هذه المنطقة الجغرافية منطقة تنبض بحب أم الألعاب لتكون سوقاً جديداً ينبض بالإثارة باحتضان أعظم بطولة لألعاب القوى".
تجدر الإشارة إلى أن قطر تمتلك تجربة مهمة في استضافة الأحداث الرياضية، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بألعاب القوى، إذ دأبت منذ مطلع التسعينات على تنظيم أحد اللقاءات الدولية حتى وصلت إلى احتضان نهائي الجائزة الكبرى العام 2000 بعد أيام قليلة من انتهاء أولمبياد سيدني. وبعد تعديل الاتحاد الدولي برنامجه ولقاءاته واستحداث جائزة الدوري الماسي، حصلت الدوحة بدورها على أحد لقاءات هذا الدوري الذي يجذب أهم العدائين في العالم. كما استضافت الدوحة في مارس من عام 2009 بطولة العالم لألعاب القوى داخل صالة في أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي، وكانت قطر قد حصلت على شرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام 2022 في الثاني من ديسمبر من العام الماضي بتفوقها على الولايات المتحدة في الجولة الأخيرة من تصويت أعضاء الاتحاد الدولي (الفيفا).
وحصلت قطر على استضافة بطولة العالم لكرة اليد العام 2015 في 27 من يناير الماضي ، وتقدمت أيضاً بترشيحها لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية العام 2020.