أقل من أربعين يوماً على انطلاق الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016، يواصل العداؤون في فريق المضمار القطري تدريباتهم الشاقة سعياً وراء المجد الأولمبي. ويضم الفريق الرجل الأسرع في آسيا فيمي سيون، وبطل العالم في سباق 500 متر داخل الصالات عبد الإله هارون، والفائز بعدة بطولات آسيوية محمد القرني، والموهبة الشابة أبوبكر حيدر الذي يشكل ركيزة أساسية في الفريق القطري الذي تُعقد عليه آمال عظيمة في اعتلاء منصات التتويج
تسدل الألعاب الأولمبية ريو 2016 الستار عن أول بطولة أولمبية تقام في أمريكا الجنوبية حيث ستشهد ريو دي جانيرو مشاركة 10000 رياضي من 206 دولة حول العالم. وهم بلا أدنى شك الأفضل على مستوى العالم، ويسعون لإظهار أفضل ما لديهم أمام جمهور يزيد على 4.8 مليار مشاهد من وراء الشاشات الصغيرة وتعد المشاركة القطرية هذه الأكبر على الإطلاق منذ مشاركة قطر الأولى في الألعاب الأولمبية لوس أنجلس 1984، حيث يصل تعداد الفريق القطري بعد تأهل أبطال الملاكمة والكرة الطائرة الشاطئية ورفع الأثقال إلى 40 رياضي في عشر رياضات بما فيها ألعاب القوى والسباحة والرماية وكرة اليد والفروسية وتنس الطاولة والجودو ورفع الأثقال. وسعياً منها لمساندة الرياضيين في مشاركتهم في الأولمبياد، أطلقت اللجنة الأولمبية القطرية حملة #يلا_قطر في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تسليط الضوء على الوفد القطري المشارك وإنجازاتهم الرائعة. وتسلط سلسلة أفلام "الأحلام الأولمبية" الضوء على كل فريق وكل رياضي وتستعرض الأوقات المُشجعة والمحبطة والدوافع والأحلام التي يشعر بها الفريق القطري هيمن العداؤون القطريون على الساحة الإقليمية في الصراع للتأهل إلى ريو ومنهم على سبيل المثال لا الحصر بطل 1500 متر و5000 متر محمد القرني والذي يشارك للمرة الثانية في الألعاب الأولمبية بعد أن وصل إلى نصف نهائي الألعاب الأولمبية لندن 2012 والحائز على 10 ميداليات في المنافسات الآسيوية داخل الصالات وخارجها.
بينما يتدرب أبو بكر حيدر الذي ينافس في سباق 800 متر في ريو دون هوادة لتحقيق حلمه، بعدما أتى عمله الدؤوب أكله عندما تأهل إلى الألعاب الأولمبية في الدوري الماسي لألعاب القوى المقام في الدوحة في مايو 2016.
ويقول أبو بكر عن المشاركة: "نتدرب مرتين في اليوم ما عدا أيام الجمعة والأحد. حيث نتدرب في تلك الأيام في الفترة الصباحية ونرتاح في المساء. ونعلم أن أصعب جزء من التمرين يتمثل في عدم الاستسلام".
ويعود الفضل في الموقف الإيجابي لأبو بكر حيدر إلى تلقيه التعليم في أكاديمية أسباير للتفوق الرياضي في الدوحة حيث يصف ذلك بقوله:
"علمونا أن نحب الرياضة في أكاديمية أسباير التي شكلت الأساس الذي انطلقت منه، فقد قدمت لنا الدعم منذ البداية وزودتنا بكل ما نحتاج إليه".
يرافق العداء الشاب المتخصص في سباق 800 متر إلى الألعاب الأولمبية في ريو 2016 بطلين آخرين من الأكاديمية هما معتز برشم بطل العالم لألعاب القوى داخل الصالات وأشرف الصيفي الفائز مرتين ببطولة العالم للشباب في رمي المطرقةن ليشهدوا على التزام أسباير بإعداد جيل جديد من الأبطال الرياضيين.
ولا يخفي العداء الشاب عبد الإله هارون، الذي يبلغ 19 من العمر، سعادته بالحلم الذي أصبح واقعاً فيقول : أحب ألعاب القوى لأن حلمي كان دائماً أن أكون رياضياً على المضمار وفي الميدان، وهو الحلم الذي تحقق بالمثابرة والإصرار. إنه لأمرٌ عظيمٌ أن أنافس في الألعاب الأولمبية للمرة الأولى ويجب أن أبذل قصارى جهدي
على الرغم من أنه لا يزال في ريعان الشباب، إلا أن ذلك لم يمنع عبد الإله من تحقيق البطولات، فهو يحمل الرقم القياسي العالمي في سباق 500 متر داخل الصالات في 2015 ناهيك عن حصوله على الميدالية البرونزية في نهائيات بطولة العالم لألعاب القوى 2016 مما يثبت ولا يدع مجالاً للشك حالته الاستثنائية قبل موعد الألعاب الأولمبية الصيفية.
وينضم إلى محمد القرني وأبو بكر حيدر وعبد الإله هارون النجم فيمي سيون، البالغ من العمر 25، الذي يحمل الرقم القياسي الآسيوي في سباق 100 متر بزمن رائع قدره 9.91 ثانية. وفاز فيمي سيون بخمس ميداليات ذهبية في البطولات الآسيوية بما فيها الألعاب الآسيوية في عامي 2010 و2014.
ويقول فيمي سيون عن المشاركة: " لم أدخر جهداً رفقة مدربيّ للاستعداد في كل يوم من خلال التدريبات الشاقة للتأكد من الوصول إلى الشكل الأمثل للمشاركة في الألعاب الأولمبية. وهي المرة الأولى التي أشارك فيها وسوف أبذل كل ما أستطيع لرفع العلم القطري عالياً"
يحمل جميع الرياضيين المشاركين في فريق المضمار القطري أحلامهم الخاصة في المشاركة. حيث يحلم محمد القرني في الانتفاع من خبرته والتعلم من تجربته السابقة في الألعاب الأولمبية لندن 2012، ويعبر عن ذلك بقوله: سوف أسعى جاهداً لتجنب الأخطاء التي ارتكبتها في لندن بهدف تحسين أدائي، فلدي اليوم طموح أكبر لاحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في الألعاب الأولمبية ريو 2016
ويتطلع عبد الإله هارون بدوره إلى منصات التتويج في الألعاب الأولمبية على الرغم من أنها مشاركته الأولى حيث يقول : إنه لأمرٌ عظيمٌ أن أشارك في الألعاب الأولمبية للمرة الأولى، وهو ما يفرض علي بذل قصارى جهودي. أرغب في الفوز بميدالية في ريو".
ويسعى أبو بكر حيدر بدوره إلى المجد ولكن بدبلوماسية أكبر فيقول:
"أتمنى أن أصل إلى أبعد نقطة ممكنة في ريو وأتمنى أن أصل إلى النهائيات. فعندما تصل إلى النهائيات، يحظى الجميع بفرصة لحصد ميدالية".