يتوجه بطل منتخبنا الوطني لرمي المطرقة أشرف الصيفي إلى مدينة ريو دي جانيرو للمشاركة في الألعاب الأولمبية هذا العام والتي يفصلنا عنها أقل من ثلاثة أشهرويعتبر الصيفي من الابطال الذين حققوا عددًا وفيرًا من الألقاب؛ حيث فاز بالبطولة العالمية للناشئين مرتين على التوالي في عامي 2012 و 2014، ويحمل حاليًا الرقم القياسي العالمي للناشئين في رمي المطرقة بمسافة 85.57م. ويشارك الصيفي قصة نجاحه وتضحياته من خلال فيلم "الأحلام الأولمبية " المعروض على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للجنة القطرية الأولمبية
سوف يتوافد إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أكثر من 10.000 رياضي من 206 دول للمشاركة في أول دورة للألعاب الأولمبية تُقام في أمريكا الجنوبية. وينتظر أن يصل عدد مشاهدي التلفزيون إلى 4.8 مليار مشاهد من شتى دول العالم ليعيشوا أجواء الأولمبياد المثيرة ويفخروا برياضييهم المفضلين بينما يسعى الرياضيون للوصول إلى أقصى قدراتهم لاستعراض أفضل ما يتميز به البشر، في إطار الروح الحقيقية للحركة الأولمبية.
وبفضل الاهتمام البالغ من المدرب المخضرم والخبير أليكسي ماليوكوف، تجلَّت موهبة الصيفي الواضحة للعيان، وسرعان ما حظيت بالتقدير والإعجاب ويقول ماليوكوف: "في عام 2010 طلب مني المدرب الرئيسي اختبار الصيفي وبناءً عليه أشرفت عليه في بعض التدريبات، وبعد محاولته الأولى تيقنت أنه يمتلك الإمكانات التي تؤهله لأن يصبح لاعبا قويا رائعا. وحينها وعدت الاتحاد بأن الصيفي بإمكانه رمي المطرقة لمسافة تتجاوز 80 مترًا ولم يجانبني الصواب حينها؛ فقد تمكن الصيفي من الرمي لمسافة 85 مترًا وتربط الصيفي الذي فقد أباه وهو صغير، علاقة وثيقة بالمدرب ماليوكوف وهي العلاقة التي شكَّلت حجر الأساس لنجاح الصيفي في لعبة رمي المطرقة، إذ يقول:بدأت التدريب مع المدرب أليكسي ماليوكوف عام 2010 عندما بدأت أمارس لعبة رمي المطرقة. ولا يعتبر ماليوكوف مجرد مدرب بالنسبة لي، بل هو بمثابة أب روحيّ. وقد تعلمت منه مهارات كثيرة وكل يوم أتعلم شيئًا جديدًا من خبراته. لقد علمني بكل بساطة المعنى الحقيقي للعبة رمي المطرقة والأسلوب الصحيح لممارستها فضلاً عن التدريب.
وبطل رمي المطرقة الشاب هو أحد خريجي أكاديمية أسباير الثلاثة المتأهلين إلى أولمبياد ريو 2016. ويأتي معه خريجا الأكاديمية الآخران معتز برشم، لاعب الوثب العالي و أبو بكر حيدر عبد الله
عدَّاء المسافات المتوسطة. ويثني الصيفي على أكاديمية أسباير المعروفة عالميًا لما قدمته له من مساعدة أثمرت عن تقدمه الكبير كلاعب قوى، حيث يوجِّه لها الشكر قائلا: "بدأت تجربتي في أكاديمية أسباير عام 2010 في سن صغيرة وتعلمت منها الكثير. نضجت كرياضي في هذه الأكاديمية وتطورت مهاراتي الأكاديمية والرياضية". وأضاف: "إن هذه الأكاديمية بمثابة بيتي الذي ترعرعت فيه، ففيها اكتسبت صفات القيادة وتعلمت كيفية التعامل مع الناس في حياتي فضلاً عن تعلم اللغة الإنجليزية".
وبإشراف المدرب ماليوكوف الذي كان مدربا لفريق الرمي الروسي في أولمبياد بكين 2008، تعززت مواطن قوة الصيفي؛ حيث فاز بالميدالية الذهبية في بطولة آسيا للناشئين عام 2012، التي أقيمت في كولومبو عاصمة سريلانكا، وحقق رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا كلاعب ناشئ بمسافة 85.57 مترًا فضلاً عن حصوله على البطولة العالمية للناشئين مرتين على التوالي عام 2012 في برشلونة وعام 2014 في يوجين بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتحدث الصيفي عن إنجازاته قائلاً: "هناك عبارة تقول "العالم يبتسم لك"، وعندما فزت بأول لقب عالمي للناشئين في برشلونة، شعرت حقا بأن العالم بأسره يبتسم لي. لقد غمرني شعور لم أعرفه من قبل"
إن نجاح الصيفي لم يأت بدون تضحيات،وهي ما يسارع النجم الصاعد إلى التأكيد على سعادته بتقديمها: "لقد بدأت أتدرب في سن مبكرة وضحيت بأشياء كثيرة مثل التنزه مع أصدقائي والسهر. كما فاتني كثير من التجمعات الاجتماعية من أجل هذه الرياضة، غير أن تحقيق النجاح يجعلك تشعر بأنك لم تقدم أي تضحيات، إنه شعور مذهل
والجدير بالذكر أن الصيفي البالغ من العمر 21 عامًا سيشارك في أول دورة له في الألعاب الأولمبية وفي رصيده العديد من الخبرات والتجارب، بعد أن صنع التاريخ مجددا في في بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات 2015، عندما أصبح أول رياضي يمثل قطر يصل إلى نهائي مسابقة رمي المطرقة وفي ريو 2016، سيكون نصب عيني الصيفي هدف مهم يقول عنه: "إن مشاركتي الأولى في الألعاب الأولمبية تكتسي أهمية حقيقية بالنسبة لي. وسأبذل أقصى الجهود في ريو، لأن هدفي هو إسعاد الشعب القطري الذي أتشرف كثيرا بتمثيله".