يعترف الجامايكي هانسيل باراتشمينت، عداء سباقات الموانع، أنه لم يكن يعرف الكثير عن الدوحة، في الوقت الذي كان يستعد فيه للقيام برحلته إلى العاصمة القطرية، لمشاركته الأولى في جولة الدوحة من الدوري الماسي.
ويأمل الفائز بالميدالية البرونزية الأولمبية في عام 2012، وبالمركز الثاني في بطولة العالم 2015، أن الاستعارة التي استخدمها سوف تترجم إلى الحماس والاندفاع الشديدين في المضمار أيضا.
وقد قال باراتشمينت: "إني أتطلع إلى بداية المنافسات. وأعتقد أننا سنعيش منافسات رائعة بين الرياضيين."
وبرقمه الشخصي 12.94ث، فإن باراتشمينت ينتمي إلى مجموعة من خمسة عدائين تقل أزمنتهم عن 13 ثانية، وسوف تتقاطع طرقهم في الدوحة مساء الجمعة، مما يجعل سباق 110م للرجال، أحد أكثر المنافسات التي يتطلع إليها عشاق ألعاب القوى في بطولة الدوحة 2016، التي تعلن وللسنة السابعة على التوالي انطلاق سلسلة جولات بطولة الدوري الماسي.
أما مواطنه عمر ماكليود، الذي فاجأ الجميع بتحقيق الفوز باللقب في بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات خلال شهر مارس الماضي، فإنه يصل إلى الدوحة باعتباره صاحب أفضل رقم عالمي حققه الأسبوع الماضي في سباقات ’دريك ديلايز‘ في مدينة ’ديموان‘ في يولاية أيوا الأمريكية، وكان سباقا مثيرا للإعجاب خاصة بالنظر إلى الظروف المناخية القاسية التي أقيم فيها.
وقال ماكليود: "لقد كانت مفاجأة لي أيضا إلى حد ما، فيما يتعلق بالسرعة التي تم بها السباق، علما بأن ذلك السباق كان يمثل مشاركتي الأولى، وأن الجو كان شديد البرودة وسرعة الريح فيه عالية. وأنا أعلم أن الجو سيكون مختلفا تماما يوم الجمعة."
ماكليود، الذي أتم الثانية والعشرين من العمر الشهر الماضي، انضم إلى المجموعة الخاصة من العدائين الذين قطعوا مسافة السباق تحت زمن 13 ثانية العام الماضي، عندما سجل زمنا قدره 12.94ث، ليفوز بلقب جامايكا. ولم يكن يتوقع أنه بعد تسعة شهور من ذلك، سوف يتم تقديمه على أنه بطل العالم.
وقد قال ماكليود: " لقد كان شعورا لا يوصف، ولم أكن أتصور أبدا أننا سوف أكون بطلا للعالم في سن الحادية والعشرين. لذا، كان ذلك شيئا مفرحا حقا، وأنا فخور به كل الفخر، وأستمتع باللحظة. لكن بعد ذلك، كان عليّ أن أعود إلى الجد سريعا للتركيز على البطولات الكبرى، التي هي بطولات الهواء الطلق وألعاب ريو الأولمبية. كان عليّ أن أتجاوز مرحلة الاحتفالات سريعا وأنطلق إلى المراحل التالية."
وعاد العداء الجامايكي يلفت الانتباه مجددا خلال الشهر الماضي، في أول سباق يشارك فيه هذا العام، وكان سباقا في مسافة 100م تمكن من الفوز به في زمن 9.99ث. وذلك ما جعل منه أول رجل ينزل في الوقت نفسه تحت زمن 10 ثوان في سباق 100م، وتحت زمن 13 ثانية في سباق 110م موانع. وكان ذلك نوعا من التميز لم يكن يتوقعه أبدا.
وها هو يقول: "بصراحة، كانت تلك مجرد سرعة طبيعية." قالها وهو يضحك متذكرا بأنه بذلك يعترف بأن السباق لم يكن جميلا.
ثم يضيف: "كان ذلك أول سباق 100م أشارك فيه منذ خمس سنوات أو ست. لم أكن أعرف ما أفعله في ذلك السباق. بل لم أكن أعرف ما ينبغي عليّ أن أفعله في العشرين مترا الأخيرة. كنت أمد الخطى أكثر من اللازم، وأتساءل: "ماذا يجري؟ وذلك لأن الأمر كان يبدو غريبا جدا، عندما لا يكون هناك موانع في طريقك."
وقد كان الإعجاب يبدو واضحا على منافسيه.
فقد قال بارتشمينت ضاحكا: "بصراحة، لست متأكدا إن كنت قادرا على بلوغ تلك السرعة. لا أرى نفسي أفعل ذلك، وسيكون عليّ أن أتدرب كثيرا من أجل ذلك."
أما ديفيد أوليفر، بطل العالم في عام 2013، فقد بدا غير مصدق بإمكانية حدوث ذلك وهو يقول: "أرجو أن أتمكن من الوصول إلى زمن 10.50ث، وأنا لا أملك حقا ذلك النوع من السرعة."
وبالرغم من افتقاره إلى السرعة الفائقة، فإن أوليفر ليس غريبا على مدينة الدوحة، ولا عن حرارة المنافسات في المضمار التي تساهم الظروف المحيطة بالبطولة في إيجادها. وقد حطم الأمريكي البالغ من العمر 34 عاما الرقم القياسي لجولة الدوحة بزمن 12.98 في عام 2008، وسوف يسعى إلى إحراز فوز رابع في نادي قطر الرياضي. وهو يحب البطولة التي تقام في يوم الجمعة، وبشكل عام المنطقة التي يقع فيها الملعب.
"هناك العديد من الرياضيين الممتازين الذين يشاركون في السباقات في الوقت الحاضر، ولكل منا مهاراته وأسلوبه الخاص." ذلك ما يقوله أوليفر الذي يجعل منه أفضل زمن حققه في مسيرته رابع أسرع رجل في التاريخ. "هناك ثمانية عدائين يشاركون الآن في السباقات وقد نزلوا تحت مستوى 13 ثانية، وذلك أمر لم يسبق له أن حدث من قبل. لذا، فإن هذا السباق سوف يكون جديرا بالمتابعة والاهتمام."
وسوف يتواجه خمسة من هؤلاء الثمانية على مضمار الدوحة يوم الجمعة. فإلى جانب أوليفر، وباراتشمينت، وماكليود، نجد أيضا حامل الرقم القياسي العالمي أرييس ميريت (12.80ث) من الولايات المتحدة، والإسباني أورلاندو أورتيغا (12.94ث).