في السادس من شهر مايو القادم تستضيف الدوحة الجولة الأولى من جولات موسم الدوري الماسي، وذلك للسنة السابعة على التوالي وكما جرت العادة، فإن عددا كبيرا من أفضل الرياضيين في العالم قد اختاروا افتتاح موسم ألعاب القوى في الهواء الطلق في استاد سحيم بن حمد لنادي قطر الرياضي ومن بين هؤلاء النجوم، نجد البطلين الحاليين لمسابقة الوثب الثلاثي، كريستيان تايلور، وأولغا ريباكوفا، بالإضافة إلى الفائزة مرتين باللقب العالمي، كاترين إيبارغين.
وقد صرح دحلان الحمد رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى بقوله: بالرغم من أن جولة الدوري الماسي، الدوحة 2016 تصادف فترة استعدادات الرياضيين لدورة الألعاب الأولمبية وتكون دائما في بداية موسم البطولات المقامة في الهواء الطلق فقد سعينا لاجل ان نستقطب عددا كبيرا من الفائزين بالميداليات في الألعاب الأولمبية وبطولات العالم مثل كريستيان تايلور وكاترين إيبارغين، وأولغا ريباكوفا وإن هذا الإعلان المبكر عن مشاركة النجوم العالميين يبشر بأن جولة الدوحة سوف تكون بمستوى عال، بفضل حضور رياضيين من الطراز الأول في منافسات البطولة
"وبالنظر لاستقطابنا نخبة اللاعبين في الدوحة، فإننا نزيد من درجة الوعي، ونلفت المزيد من الانتباه إلى رياضتنا، في الوقت الذي نواصل فيه التفاعل والإلهام والتشجيع لعدد متزايد من الرياضيين الشباب وإن المشاركة الناجحة لمنتخبنا الوطني في بطولة البطولة الآسيوية السابعة لألعاب القوى داخل الصالات التي أقيمت مؤخرا في الدوحة، تؤكد التطور السريع الذي يحققه الرياضيون في دولة قطر
كما علّق رئيس الاتحادين القطري والاسيوي ونائب رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى على ما تم مؤخرا من إضافة مدينة الرباط المغربية لاستضافة إحدى جولات الدوري الماسي، قائلا: أود أن أنتهز هذه الفرصة للترحيب بمدينة الرباط وبالمملكة المغربية ضمن أسرة الدوري الماسي فقد كانت ’بطولة محمد الخامس الدولية‘ ناجحة على مدى سنوات عديدة، وهي تستحق أن يتم إدراجها ضمن سلسلة البطولات ذات اليوم الواحد في الدوري الماسي."
لقد اقترب تايلور، الفائز أربع مرات بجائزة مسابقة الوثب الثلاثي في الدوري الماسي (من عام 2012 إلى عام 2015 إلى مسافة لا تزيد عن 8 سنتيمترات من تحطيم الرقم القياسي العالمي الأسطوري للبريطاني جوناثان إدورادز بمسافة 18.29م، ذلك الرقم الذي حققه منذ عام 1995. ويعود النجم الأمريكي الحامل للقبين الأولمبي والعالمي إلى الدوحة، بعد أن جعلت منه وثبته لمسافة 18.21م في بطولة العالم في بيكين العام الماضي يحرز لقبه العالميّ الثاني، ورفعته إلى المركز الثاني في العالم، وهو يأمل أن يبدأ في الدوحة رحلته نحو إحرازه فوزه الثاني في جولة الدوحة واستعادة الرقم القياسي الذي فقده العام الماضي إثر صراع مثير ضد الكوبي بيدرو بيكاردو.
لقد كانت مسابقة الوثب الثلاثي في جولة الدوحة عام 2015 استثنائية بكل المقاييس، إذ تمخضت، ولأول مرة في التاريخ، عن تجاوز متنافسين معا لحاجز الثمانية عشر (18) مترا وفي اليوم نفسه. فقد حقق تايلور مسافة 18.04م في أفضل رقم شخصي له في محاولته الأخيرة، غير أن ذلك كان يقل بسنتمترين فقط عن مسافة 18.06م التي كان بيكاردو قد حققها في وقت سابق من المواجهة بين البطلين.
وقال تايلور: "لقد كان ذلك يوما خاصا بالنسبة لي، إذ تجاوزت حاجز الثمانية عشر مترا لأول مرة في مسيرتي الرياضية. وأنا أتطلع حقا للعودة إلى الدوحة، والاستمتاع بالظروف الملائمة لجولة الدوري الماسي هناك، والتي تساعد الرياضيين دائما في الوصول إلى أعلى مستويات الأداء.
"ويبدو عام 2016 أيضا عاما خاص بالنظر لما ينتظرنا في دورة الألعاب الأولمبية، وقد وصلت مسابقة الوثب الثلاثي إلى مستويات غير مسبوقة في السنوات القليلة الماضية، غير أن هدفي لا يتمثل في أقل من الفوز بميدالية أولمبية ذهبية ثانية.
"ولا يمكن أن يكون هناك استعداد لتحقيق ذلك الهدف، أفضل من محاولة تحطيم رقم بطولة تحظى بالكثير من السمعة والتقدير. وسوف تكون هذه البطولة خطوة هامة في تحضيراتي لدورة الألعاب الأولمبية، لكن بطبيعة الحال، فإن الخروج بفوز في بطولة الدوري الماسي، سوف لن تكون إلا إضافة ثمينة." ذلك ما صرح به تايلور الذي نجح في تحقيق أربع من الثماني عشرة (18) وثبة التي تحققت في تاريخ هذه المسابقة (بينما حقق إدورادز بدوره أربعا منها، وبيكاردو مرتين، في حين تمكن كيني هاريسون، وتيدي تامغو من تجاوز ذلك الحاجز مرة واحدة لكل منهما).
كما أن مسابقة الوثب الثلاثي للسيدات لا يقل جودة عن مسابقة الرجال. فقد أكدت أولغا ريباكوفا بطلة دورة الألعاب الأولمبية في لندن، والبطولة الآسيوية لألعاب القوى داخل الصالات التي أقيمت مؤخرا في الدوحة، في قبة أسباير، وكذلك حاملة اللقب العالمي كاترين إيبارغين، مشاركتهما في جولة الدوحة للدوري الماسي 2016، وهما تقودان كوكبة من المشاركات يمكن أن نذكر من بينهن الفائزة بالميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى 2015، هانا كنيزيفا-مينينكو، وبطلة ألعاب الكومنويلث كيمبرلي ويليامز.
ومن الملاحظ أن النجمة ريباكوفا، البالغة من العمر 31 عاما، والتي عادت إلى المنافسات وإحراز الميداليات في عام 2015 (الميدالية البرونزية في بيكين)، بعد توقفها لوضع طفلها الثاني، لم تتعرض بعد إلى الهزيمة في أي مسابقة للوثب الثلاثي في الدوحة، محرزة الفوز في جولة الدوري الماسي في عام 2012، إلى جانب ثلاثة انتصارات في المنافسات داخل الصالات. وفي عام 2010، فازت باللقب العالمي في بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات، بينما فازت أيضا بالميدالية الذهبية مرتين في البطولة الآسيوية داخل الصالات، كانت أولاهما في عام 2008، والثانية قبل أسابيع قليلة، بتحقيقها أفضل رقم للموسم الجديد وصل إلى مسافة 14.32م.
ويظل الرقم الذي مكن النجمة الكازاخستانية من الفوز في بطولة العالم عام 2010 بمسافة 15.14م أفضل رقم شخصي لها داخل الصالات، (15.25م في الهواء الطلق، في ثامن أفضل رقم في تاريخ المسابقة)، هو الوحيد الذي تجاوزت فيه مسافة الخمسة عشر مترا في الأراضي القطرية
أما الفائزة بالميدالية الفضية في أولمبياد لندن، كاترين إيبارغين، فقد تسلمت الشاهد من الفائزة في عام 2012، ريباكاوفا، لتتصدر ترتيب سباق الدوري الماسي على مدى المواسم الثلاثة الأخيرة (من 2013 إلى 2015). فمنذ عام 2013، فرضت سيطرتها الكاملة على المسابقة محرزة اللقب العالمي في عام 2013 بموسكو وفي عام 2015 في بيكين، في حين خرجت منتصرة في ثماني عشرة مسابقة بالدوري الماسي.
ولم يسبق للنجمة الكولومبية في الوثب الطويل البالغة من العمر 32 عاما، أن تنافست في الدوحة إلا مرة واحدة في عام 2014، ولم تحتج إلى المزيد من الزيارات لتحقق الرقم القياسي للبطولة بوثبة إلى مسافة 14.43م. كما أن أفضل رقم شخصي لها (15.31م) يضعها في المركز الخامس بين أفضل الأرقام في تاريخ المسابقة.