لا شك في أن الياباني كوجي موروفوشي يعتبر أفضل رام للمطرقة أنجبته القارة الآسيويةويظل الرياضي البالغ من العمر 41 عاما، والذي فاز بميداليتين أولمبيتين – ذهبية في ألعاب أثينا 2004، وبرونزية في أولمبياد لندن 2012، يظل الرياضي الآسيوي الوحيد الذي حقق مثل هذا الإنجازوينطلق العملاق اللطيف، من ارتفاع قامته البالغة 1.87م، في مهمة جديدة باعتباره رئيس لجنة الرياضيين في الاتحاد الآسيوي لألعاب القوىوبينما كان موروفوشي يستريح قليلا من يوم حافل بالاجتماعات المتعاقبة، صرح الرياضي الياباني المسؤول في حديث غير رسمي، بأنه يتوقع أن يعيش منافسات مليئة بالإثارة في الدوحة، وقال: "أنا أشعر بالكثير من الإثارة لأن هذه البطولة هي الأكبر التي تشهدها المنافسات الآسيوية لألعاب القوى داخل الصالات. ولقد تحدثت إلى العديد من الرياضيين من بلدان مختلفة، وبدوا جميعهم متشوقين وجاهزين لانطلاق المنافسات. وأنا واثق من أننا سوف نشاهد انطلاقا من يوم الجمعة، عددا من الإنجازات الرائعة تحت سقف قبة أكاديمية أسباير."
وأكد أصيل مدينة شيزووكا أنه سعيد بمهام عمله الجيد، ووعد بأن يتعامل معه بنفس طريقة تعامله مع البطولات الكبرى قائلا: "أود التوجه بالشكر إلى رئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى، دحلان الحمد الذي قام لأول مرة بإنشاء لجنة للرياضيين. وهي خطوة إيجابية إلى الأمام، وسوف تساعد في تمكين الرياضيين من إسماع أصواتهم في أعلى المستويات خلال عملية اتخاذ القرارات. وأعد بأن أبذل أقصى جهد لي من أجل خدمة مصالح الرياضيين الآسيويين."
غير أن الفائز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى في عام 2011، أكد بأن مهمته لن تكون سهلة: "إن أكبر تحد نواجهه هو المساحة الشاسعة لقارتنا. إنها ممتدة الأطراف وتضم العديد من الثقافة المختلفة والفريدة. وإن ارتفاع عدد الرياضيين في آسيا، يجعل عملية التطوير في غاية الصعوبة."
وأضاف: "غير أن آسيا مع ذلك تزخر بإمكانات كبيرة. ومع توفير ملاعب تدريب أفضل، فإني على ثقة من أننا قادرون على القيام بعمل أفضل في المستقبل. وأنا أومن إيمانا قويا بأن مستقبل رياضتنا، موجود في القارة الآسيوية، وسوف نفعل كل ما باستطاعتنا من أجل تحقيق الإمكانات الحقيقية لقارتنا."
وقد أوضح رامي المطرقة، الذي فاز بعشرين لقبا يابانيا دون انقطاع بين عامي 1995، و 2015، أن نجاحه يعود إلى أنه كان يتدرب بإشراف والده، الذي كان بدوره بطلا في رمي المطرقة.
بل إن شيغينوبو كان يحمل الرقم القياسي الياباني لمدة 23 عاما إلى أن قام كوجي بتحطيمه. وقد بدا التأثر واضحا على وجهه وهو يتحدث عن مشواره الطويل: "بفضل جهود والدي، كنت محظوظا ببدء ممارسة هذه الرياض منذ سن مبكرة. إذ أن أي رياضي يريد تحقيق النجاح، ينبغي أن يكون لديه مدرب جيد يستطيع أن يعلمه فلسفة الحياة والرياضة. وقد قاد والدي خطواتي الأولى في الميدان وتمكنت بعد ذلك من إدارة حياتي بشكل جيد. إن الفضل يعود إليه في امتداد سيطرتي على منافسات هذا التخصص. ولا يمكنني أن أشكره على ذلك بما فيه الكفاية."
وأضاف الرياضي الياباني المخضرم: "لقد عرف تخصص رمي المطرقة تغيرات جذرية وتطور كثيرا بالمقارنة مع ما كان موجودا في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وأنا أعتبر ديلشود نازاروف، الذي يرأس أيضا الاتحاد الطاجاكستاني لألعاب القوى، أعتبره خليفتي. وأعتمد عليه كثيرا لحقيق نتائج جيدة في دورة الألعاب الأولمبية في ريو هذا العام."
وتشير سجلات التاريخ إلى أن موروفوشي هو الرامي الآسيوي الوحيد الذي فاز بميداليات أولمبية. وفي حين يشير البعض إلى أن ضعف البنية الجسمانية هي السبب في عدم تحقيق الرياضيين الآسيويين للنجاح في البطولات الكبرى، فإن موروفوشي لا يبدو مقتنعا بهذا الرأي.
وها هو يقول: "عندما يكون لدى الرامي مدرب جيد، فإن الناحية البدنية لا تكون هي العامل الحاسم في مدى الجودة التي يمكنه الوصول إليها. ولا أعتقد أن الرياضيين الآسيويين أقل مستوى من غيرهم. مثلا، خلال الفترة التي كنت أتنافس فيها بأعلى مستوى، لم يتجاوز وزني 97 كيلوغراما كحد أقصى. وبالمقارنة، فإن معظم المنافسين كان وزنهم يتراوح بين 100 و 120 كيلوغراما. والمهم بالنسبة لي، كان يتمثل في الاستفادة القصوى من إمكاناتي وقدراتي."
واختتم تحليله بقوله: "إن الرياضة لا تقتصر على القوة البدنية. ما هي القوة البدنية؟ إنها السرعة مضروبة في القوة. ولو كنت قويا جدا، فإنك تخسر جزءا من سرعتك، ولو كنت سريعا جدا، فإنك تخسر بعضا من قوّتك. انظر إلى السيارة مثلا، عندما تغير السرعات من الدنيا إلى العليا، لا تحتاج إلى الكثير من القوة لأنك تتحرك بسرعة عالية جدا. وعلى غرار ذلك، فإن عليك أن تحدد نقاط القوة لديك، وأن تستخدم إمكاناتك بحكمةw