ستكون العاصمة الصينية بيجين على موعد مع تحول تاريخي في مسيرة ألعاب القوى العالمية والاتحاد الدولي للعبة (IAAF) وذلك بقيام انتخابات شرشة تعتبر الأولى من نوعها في الألفية الثالثة للاتحاد الذي عرف دائما الاجماع على قيادته، ولكن بتنحي السنغالي الأمين دياك يدخل الاتحاد الدولي منعطفا جديدا بالإعلان عن رئيس جديد مساء اليوم وتنحصر المنافسة بين أثنين من أبطال العالم والأبطال الأولمبيين ورموز اللعبة هما اللورد البريطاني سبستيان كو والرقم الصعب في القفز بالزانة وصاحب الرقم القياسي منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، الأوكراني سيرغي بوبكا
ويرشح كليهما من أجل الظفر بمقعد رئاسة الاتحاد خلفا للسنغالي لامين دياك الذي انتهت فترته بالجلوس على كرسي الرئاسة لأربع دورات متتالية حيث يترشح اللورد البريطاني لمنصب الرئاسة فقط بعد أن شغل مقعد نائب الرئيس لفترة طويلة بينما يترشح الأوكراني بوبكا لمنصبي الرئاسة ونائب الرئيس ليحتفظ بتواجده في الاتحاد الدولي لفترة قادمة مستفيدا من لوائح الاتحاد التي تمنحه هذا الحق
الرئيس الجديد
وستنتخب الجمعية العمومية للاتحاد الدولي التي تحمل الرقم 50 والبالغ عدد أعضائها 214 عضوا ،رئيسا جديدا لها لدورة قادمة تمتد حتى العام 2019 وتأتي انتخابات (IAAF) اليوم في ظل الأجواء الملغومة التي تشهدها أم الألعاب في الفترة الأخيرة بعد اتهام الاتحاد الدولي بمجاملة الأبطال في عملية الفحص عن المنشطات وثبوت تعاطي عدد من الأبطال لها وتلقوا عقوبات على إثرها من الاتحاد في الوقت الذي تشن فيه الصحافة البريطانية حملة عنيفة على أسرة ألعاب القوى الدولية وتتهمها بعدم الدقة في التعامل مع المنشطات بحسم .. ولكن يبقى التحدي في وجود فرصة للرئيس
الجديد لمعالجة الامور وأعادة التوازن لألعاب القوى في العالم بالتطوير والرقابة الدقيقة
كما يزيد من صعوبة الأجواء أن اتحاد ألعاب القوى لم يعرف التنافس الشرس في الانتخابات ودائما ما يلجأ للاجماع والتنازلات ولكن هذه المرة سيكون الاتحاد على موعد مع تنافس في كل المناصب بدء من قيادة اللعبة وانتهاء باللجان حيث يتنافس في كل مقعد مالا يقبل عن ثلاثة ويزيد عن أربعة وهو أمر غير مألوف في ألعاب القوى.
مرشح قطري في حلقة التنافس
ويدخل على منصب نائب الرئيس سعادة اللواء دحلان جمعان الحمد رئيس الاتحادين القطري والآسيوي ونائب رئيس الاتحاد الدولي والذي يسعى للحفاظ على منصبه في انتخابات اليوم وسط منافسة شرسة من ستة آخرين للحصول على أربع مقاعد وهم الكاميروني حمد كلكبا رئيس الاتحاد الافريقي للعبة الكيني ايسايا كيبلاغات والفرنسي برنارد انساليم والأوكراني سيرغي بوبكا والكوبي البرتو خوان تورينا وآبي هوفمان من كندا بينما يشتعل التنافس في الانتخابات بوجود ستة عرب في السباق بجانب القطري دحلان الحمد ، أحمد الكمالي من الامارات ، الأمير نواف بن محمد آل
سعود من السعودية ، فتحي حشيشة من تونس ، عمار بوراس من الجزائر ، ونوال المتوكل من المغرب فيما يشد صراعا آخر في مناصب العضوية للجان المختلفة حيث تبرز اسماء اربعة عرب في اللجنة الفنية هم التونسي منير بلخير والكويتي سيف الدوسري والعماني جهاد الشيخ والمغربي عزيز داوودا ودولسيكون الصراع على 12 مقعدا من بين 26 منافسا من مختلف دول العالم
سليمان يترشح للجنة الضاحية
كما يدخل التنافس مرحلة قوية في لجنة اختراق الضاحية عندما ينطلق السباق بين أول بطل أولمبي خليجي القطري محمد سليمان وخمسة وعشرين آخرين من بينهم خمسة عرب هم الأردني سعد الحيصات والكويتي حسين علي والجزائري أحمد بوبريتي والسوداني صديق احمد ابراهيم وجواهر سحميم من تونس وسيكون التنافس بين الأعضاء الـ 26 على ثمانية مقاعد فقط
صراع ثنائي في لجنة المرأة
وفي لجنة المرأة سيكون أثنان من المرشحين عرب ضمن 26 مقعدا سينتخب منهم ثمانية فقط ومن بين المرشحين مصطفى عبادي من السودان وسارة الطويبي من تونس
تنافس لم يسبق له مثيل
ورغم السنوات الماضية التي تطورت فيها ألعاب القوى كثيرا وعرفت وجودا غير مسبوق توسعت فيه قاعدتها وباتت جماهيريتها كبيرة في العالم وتحظى بدعم ، إلا أنها لم تعرف صراعا على الكراسي من قبل وتمضي فيها الأمور توافقية ولكن هذه المرة كل مرشح يصر على الحصول على فرصته والمنافسة مما جعل النزاع يبدو غريبا على أسرة اللعبة وبطريقة لم يسبق لها مثيل خصوصا وأن عدد المرشحين الكبير يعني الحرص على خدمة اللعبة ولكن التنافس بالطريقة التي تجري الآن يؤكد أن هناك مجلس إدارة جديد ودورة جديدة بفهم وقيادة مختلفين خصوصا وأن غالبية الأسماء المطروحة تمثل عملا جديدا في أم الألعاب.
وشهد يوم أمس مارثون طويل لم يشرف عليه الاتحاد الدولي كعادته في الاشراف على البطولات وتنظيمها بل شارك فيه الاتحاد نفسه بحثا عن منصة التتويج حيث أتاح الاتحاد الدولي الفرصة للأعضاء من القارات المختلفة على ترتيب الصفوف والالتزام بموجهات الانتخابات قبل قبل انطلاق الجميع إلى صناديق الاقتراع وذلك من مبدأ عدالة المنافسة فاجتمعت كل قارة لوحدة بكامل أعضائها وأمنت على موجهات الانتخابات وتنظيم الصفوف وحشد الأصوات لما فيه مصلحة كل قارة في السباق نحو كراسي القيادة.